سورة البروج
مكية، عددها اثنتان وعشرون آية كوفي
بسم الله الرحمن الرحيم
والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد
قوله: والسماء ذات البروج يقول: والسماء ذات النجوم، نظيرها في تبارك: الذي جعل في السماء بروجا ، يقول: جعل في السماء نجوما، وجعل فيها سراجا ، وهي الشمس (قمرا منيرا) .
وقوله تعالى: واليوم الموعود يقول: هو يوم القيامة الذي وعد الله عز وجل أولياءه الجنة، وأعداءه النار، فذلك قوله: واليوم الموعود وشاهد ومشهود يقول: يوم النحر، والفطر، ويوم الجمعة، فهذا قسم إن بطش ربك لشديد ، قوله: قتل أصحاب الأخدود وذلك أن يوسف بن ذي نواس من أهل نجران كان حفر خدا، وأوقد فيه النار، فمن تكلم منهم بالتوحيد أحرقه بالنار، وذلك أنه كان قد آمن من قومه ثمانون رجلا، وتسع نسوة، فأمرهم أن يرتدوا عن الإسلام، فأبوا فأخبرهم أنه سيعذبهم بالنار فرضوا لأمر الله عز وجل، فأحرقهم كلهم، فلم يزل يلقي واحدا بعد واحد في النار حتى مرت امرأة ومعها صبي لها صغير يرضع فلما نظرت المرأة إلى ولدها أشفقت عليه، فرجعت فعرضوا عليها أن تكفر فأبت فضربوها حتى رجعت فلم تزل ترجع مرة، وتشفق مرة، حتى تكلم الصبي فقال لها: يا أماه إن بين يديك نارا لا تطفأ أبدا، فلما سمعت قول الطفل أحضرت حتى ألقت نفسها في النار، فجعل الله عز وجل أرواحهم في الجنة، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قتل أصحاب الأخدود يوسف بن ذي نواس وأصحابه.
[ ص: 470 ] ثم ذكر مساوئهم، فقال: النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود يعني أصحابه قعود على شفة الخد وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود قال: كانوا يعرفون أن يوسف بن ذي نواس ليس يعذب إلا بالإيمان، ثم قال: يتعجب من سوء صنيعهم، فقال: وما نقموا منهم يقول: وأي ريبة رأوا منهم ؟ ما عذبهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز في نقمته الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء من السر والعلانية شهيد .