الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن بطش ربك لشديد  إنه هو يبدئ ويعيد  وهو الغفور الودود  ذو العرش المجيد فعال لما يريد  

ثم رجع إلى قسمه الذي كان أقسم في أول السورة، فقال: إن بطش ربك لشديد يقول: إن عذاب ربك لشديد يقول: إذا غضب بطش، وإذا بطش أهلك، ثم [ ص: 471 ] عظم الرب عز وجل نفسه، فقال: إنه هو يبدئ ويعيد يقول: بدأ خلق النفس من نطفة ميتة ويحييه، ثم قال: وهو الغفور للذنوب الكبائر لمن تاب منها الودود يقول: الشكور للعمل الصالح القليل إذا رضوه، يقول: أشكر العمل اليسير حتى أضاعفه للواحد عشرة فصاعدا، ثم عظم الرب تبارك وتعالى، نفسه فقال: ذو العرش فإنه ما خلق الله عز وجل خلقا أعظم من العرش  لأن السماوات والأرض قد غابتا تحت العرش كالحلقة في الأرض الفلاة.

ثم قال: المجيد الجواد الكريم فعال لما يريد يقول: ليس يريد شيئا إلا فعله، يقول: إن العبد يفرق من سيده أن يفعل ما يشاء، والسيد يفرق من أميره الذي هو عليه، والأمير يفرق من الملك، والملك يفرق من الله عز وجل، والله عز وجل لا يفرق من أحد أن يفعل، فذلك قوله تعالى: فعال لما يريد .

التالي السابق


الخدمات العلمية