الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين  الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون  

إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ، وذلك أن الله عز وجل ذكر العنكبوت والذباب في القرآن، فضحكت اليهود، وقالت: ما يشبه هذا من الأمثال،  فقال سبحانه: إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ، يعني أن الله عز وجل لا يمنعه الحياء أن يصف للخلق مثلا، ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا ، يعني يصدقون بالقرآن، فيعلمون أنه ، أي هذا المثل هو الحق من ربهم وأما الذين كفروا بالقرآن، يعني اليهود، فيقولون ماذا أراد الله بهذا الذي ذكر مثلا ، إنما يقوله محمد من تلقاء نفسه وليس من الله، فأنزل الله عز وجل: يضل به 6، أي يضل الله بهذا المثل كثيرا من الناس، يعني اليهود، ويهدي به ، أي بهذا المثل كثيرا من الناس، يعني المؤمنين، وما يضل به ، أي [ ص: 39 ] بهذا المثل إلا الفاسقين ، يعني اليهود.

ثم أخبر فقال سبحانه: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ، فنقضوا العهد الأول، ونقضوا ما أخذ عليهم في التوراة أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكفروا بعيسى وبمحمد، عليهما السلام، وآمنوا ببعض الأنبياء وكفروا ببعض، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض يعني ويعملون فيها بالمعاصي، أولئك هم الخاسرون في العقوبة، يعني اليهود، ونظيرها في الرعد: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل من إيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار .

التالي السابق


الخدمات العلمية