الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين  ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون  

ثم قال عز وجل: أولئك الذين فعلوا ذلك حبطت ، يعني بطلت أعمالهم ، فلا ثواب لهم، في الدنيا ولا في والآخرة ; لأن أعمالهم كانت في غير طاعة الله عز وجل، وما لهم من ناصرين ، يعني من مانعين يمنعونهم من النار، ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ، يعني أعطوا حظا من التوراة، يعني اليهود: كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، ومالك بن [ ص: 163 ] الضيف ، ويحيى بن عمرو ، ونعمان بن أوفى ، وأبو ياسر بن أخطب ، وأبو نافع بن قيس ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: " أسلموا تهتدوا، ولا تكفروا "، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: نحن أهدى وأحق بالهدى منكم، ما أرسل الله نبيا بعد موسى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لم تكذبون وأنتم تعلمون أن الذي أقول حق، فأخرجوا التوراة نتبع نحن وأنتم ما فيها، وهي بينكم، فإني مكتوب فيها أني نبي ورسول   "، فأبوا ذلك، فأنزل الله عز وجل فيهم: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ، يعني التوراة، ليحكم بينهم ، يعني ليقضي بينهم، ثم يتولى ، يعني يأبى فريق ، يعني طائفة منهم وهم معرضون .

التالي السابق


الخدمات العلمية