الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين  فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون  قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين  

[ ص: 182 ] كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ، وذلك أن يعقوب بن إسحاق خرج ذات ليلة ليرسل الماء في أرضه، فاستقبله ملك، فظن أنه لص يريد أن يقطع عليه الطريق، فعالجه في المكان الذي كان يقرب فيه القربان يدعى شانير، فكان أول قربان قربه بأرض المقدس، فلما أراد الملك أن يفارقه، غمز فخذ يعقوب برجليه ليريه أنه لو شاء لصرعه، فهاج به عرق النساء، وصعد الملك إلى السماء، ويعقوب ينظر إليه، فلقي منها البلاء، حتى لم ينم الليل من وجعه، ولا يؤذيه بالنهار، فجعل يعقوب لله عز وجل تحريم لحم الإبل وألبانها، وكان من أحب الطعام والشراب إليه، لئن شفاه الله.  

قالت اليهود: جاء هذا التحريم من الله عز وجل في التوراة، قالوا: حرم الله على يعقوب وذريته لحوم الإبل وألبانها، قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل لليهود فأتوا بالتوراة فاتلوها فاقرءوها إن كنتم صادقين بأن تحريم لحوم الإبل في التوراة، فلم يفعلوا، يقول الله عز وجل يعيبهم: فمن افترى على الله الكذب بأن الله حرمه في التوراة، من بعد ذلك البيان، فأولئك هم الظالمون .

قل صدق الله ، وذلك حين قال الله سبحانه: ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا إلى آخر الآية، وقالت اليهود والنصارى: كان إبراهيم والأنبياء على ديننا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فقد كان إبراهيم يحج البيت وأنتم تعلمون ذلك، فلم تكفرون بآيات الله "، يعني بالحج، فذلك قوله سبحانه: قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا ، يعني حاجا، وما كان من المشركين ، يقول: لم يكن يهوديا ولا نصرانيا.

التالي السابق


الخدمات العلمية