إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
إن ينصركم الله ، يعني يمنعكم، فلا غالب لكم ، يعني لا يهزمكم أحد، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ، يعني يمنعكم من بعد الله، وعلى الله فليتوكل المؤمنون ، وما كان لنبي أن يغل ، يعني أن يخون في الغنيمة يوم أحد ولا يجور في قسمته في الغنيمة، نزلت في الذين طلبوا الغنيمة يوم أحد، وتركوا المركز، وقالوا: وما كان لنبي أن يغل إنا نخشى أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أخذ شيئا فهو له، ونحن ها هنا وقوف، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألم أعهد إليكم ألا تبرحوا من المركز حتى يأتيكم أمري؟ "، قالوا: تركنا بقية إخواننا وقوفا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ظننتم أنا نغل "، فنزلت ، ثم خوف الله عز وجل من يغل، فقال: ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس بر وفاجر ما كسبت من خير أو شر، وهم لا يظلمون في أعمالهم.