ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين
ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم في غير قتل لمغفرة من الله لذنوبكم ورحمة خير مما يجمعون من الأموال، ثم حذرهم القيامة، فقال ولئن متم في غير قتل أو قتلتم في سبيله لإلى الله تحشرون فيجزيكم بأعمالكم، فبما رحمة من الله لنت لهم ، فبرحمة الله كان إذ لنت لهم في القول، ولم تسرع إليهم بما كان منهم يوم أحد، يعني المنافقين، ولو كنت فظا باللسان غليظ القلب لانفضوا من حولك لتفرقوا عنك، يعني المنافقين، فاعف عنهم ، يقول: اتركهم واستغفر لهم لما كان منهم يوم أحد، وشاورهم في الأمر ، وذلك أن العرب في الجاهلية كان إذا أراد سيدهم أن يقطع أمرا دونهم ولم [ ص: 200 ] يشاورهم شق ذلك عليهم، فأمر الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم أن يشاورهم في الأمر إذا أراد، فإن ذلك أعطف لقلوبهم عليه، وأذهب لضغائنهم، فإذا عزمت ، يقول: فإذا فرق الله لك الأمر بعد المشاورة فامض لأمرك، فتوكل على الله ، يقول: فثق بالله، إن الله يحب المتوكلين عليه، يعني الذين يثقون به.