فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين
فانقلبوا ، يعني فرجعوا إلى المدينة بنعمة من الله وفضل ، يعني الرزق وذلك [ ص: 205 ] أنهم أصابوا سرية في الصفراء، وذلك في ذي القعدة، لم يمسسهم سوء من عدوهم في وجوههم، واتبعوا رضوان الله ، يعني رضى الله في الاستجابة لله عز وجل، وللرسول صلى الله عليه وسلم في طلب المشركين، يقول الله سبحانه، والله ذو فضل عظيم على أهل طاعته.
قال: حدثنا عبيد الله بن ثابت: قال: حدثني أبي، قال: حدثنا هذيل ، قال: فنزلت هذه الآيات في ذي القعدة مقاتل: بذي الحليفة حين انصرفوا عن طلب وأصحابه بعد قتال أبي سفيان أحد، إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب الناس يوم أحد في طلب المشركين، فقال المنافقون للمسلمين، قد رأيتم ما لقيتم لم ينقلب إلا شريد، وأنتم في دياركم تصحرون وأنتم أكلة رأس، والله لا ينقلب منكم أحد، فأوقع الشيطان قول المنافقين في قلوب المؤمنين، إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ، يعني يخوفهم بكثرة أوليائه من المشركين، فأنزل الله عز وجل: فلا تخافوهم وخافون في ترك أمري إن كنتم مؤمنين ، يعني إذ كنتم، يقول: إن كنتم مؤمنين فلا تخافوهم.