فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما
قوله سبحانه: فبظلم من الذين هادوا ، يعني اليهود، حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ، يعني في الأنعام، يعني اللحوم والشحوم وكل ذي ظفر لهم حلال، فحرمها الله عز وجل عليهم بعد موسى، وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ، فيها إضمار، يقول: وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ، يعني دين الإسلام، وعن محمد صلى الله عليه وسلم، وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل ، وهو محرم بغير حق، وأعتدنا للكافرين منهم ، يعني اليهود عذابا أليما ، يعني وجيعا، فهذا الظلم الذي ذكره في هذه الآية.
ثم ذكر مؤمني أهل التوراة، فقال سبحانه: لكن الراسخون في العلم منهم ، وذلك أن وأصحابه، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن اليهود لتعلم أن الذي جئت به حق، وأنك لمكتوب عندهم في التوراة، فقالت اليهود: ليس كما تقولون، وإنهم لا يعلمون شيئا، وإنهم ليغرونك ويحدثونك بالباطل، فقال الله عز وجل: عبد الله بن سلام لكن الراسخون في العلم منهم ، يعني المتدارسين علم التوراة، يعني وأصحابه، ابن سلام منهم ، يعني من اليهود، والمؤمنون ، يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من غير أهل الكتاب، يؤمنون بما أنزل إليك [ ص: 271 ] من القرآن وما أنزل من قبلك من الكتب على الأنبياء، التوراة والإنجيل.
ثم نعتهم، فقال سبحانه: والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ، يعني المعطون الزكاة، والمؤمنون بالله واليوم الآخر أنه واحد لا شريك له، والبعث الذي فيه جزاء الأعمال، أولئك سنؤتيهم أجرا ، يعني جزاء عظيما .