وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين
وعنده مفاتح الغيب ، يعني وعند الله خزائن العذاب، متى ينزله بكم، لا يعلمها أحد إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة من شجرة، إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض كلها، ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ، يقول: هو بين في اللوح المحفوظ.
وهو الذي يتوفاكم بالليل ، يعني يميتكم بالليل، ويعلم ما جرحتم بالنهار ، يعني ما كسبتم من خير أو شر بالنهار، ثم يبعثكم فيه ، يقول: يبعثكم من منامكم بالنهار، ليقضى أجل مسمى ، يعني منتهيا إليه، ثم إليه مرجعكم في الآخرة، ثم ينبئكم بما كنتم تعملون في الدنيا من خير أو شر، هذا وعيد.
قوله: وهو القاهر لخلقه، فوق عباده ، قد علاهم، ويرسل عليكم حفظة من الملائكة، يعني الكرام الكاتبين يحفظون أعمال بني آدم، حتى إذا جاء أحدكم الموت عند منتهى الأجل، توفته رسلنا ، يعني ملك الموت وحده، عليه السلام، وهم لا يفرطون ، يعني لا يضيعون ما أمروا به، يعني ملك الموت وحده.
ثم قال: ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ، ثم ردوا من الموت إلى الله في الآخرة، فيها تقديم، ألا له الحكم ، يعني القضاء، وهو أسرع الحاسبين ، [ ص: 351 ] يقول: هو أسرع حسابا من غيره، وذلك قوله: وكفى بنا حاسبين .