إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش قبل ذلك يغشي الليل النهار ، يقول: يغشي ظلمة الليل ضوء النهار، يطلبه حثيثا ، يعني سريعا، والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره لبني آدم، ألا له الخلق ، يعني كل شيء خلق، والأمر ، يعني قضاءه في الخلق الذي في اللوح المحفوظ، فله المشيئة في الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين ، فيخبر بعظمته وقدرته.
ثم بين كيف يدعونه، فقال: ادعوا ربكم تضرعا ، يعني مستكينين، وخفية ، يعني في خفض وسكون، كقوله: ولا تخافت بها ، يعني تسر بها، فادعوه في حاجتكم ولا تدعوه فيما لا يحل لكم على مؤمن أو مؤمنة، تقول: اللهم اخزه والعنه، اللهم أهلكه، أو افعل به كذا وكذا، فذلك عدوان، إنه الله لا يحب المعتدين .
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ، وذلك أن الله بعث نبيا إلى الناس فأطاعوه، صلحت الأرض وصلح أهلها، وأن المعاصي فساد المعيشة، وهلاك أهلها، يقول: لا تعملوا في الأرض بالمعاصي بعد الطاعة، وادعوه خوفا من عذابه، وطمعا في رحمته، فمن فعل ذلك وهو محسن، فذلك قوله: إن رحمت الله قريب من المحسنين ، يعني بالرحمة المطر، يقول: الرحمة لهم.