الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون  هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون  

ولقد جئناهم بكتاب فصلناه ، يعني بيناه، على علم ، وهو القرآن، هدى من الضلالة، ورحمة من العذاب، لقوم يؤمنون ، يعني يصدقون بالقرآن بأنه من الله.

ثم رجع في التقديم إلى الذين جحدوا بالقرآن، فقال: هل ينظرون ، يخوفهم، إلا تأويله يوم يأتي تأويله ، يعني العاقبة، ما وعد الله في القرآن من الوعد والوعيد، والخير والشر، على ألسنة الرسل، يقول الذين نسوه من قبل ، يعني يقول في الآخرة الذين تركوا الإيمان في الدنيا بالبعث، فإذا ذكروه، وعاينوا قول الرسل، قالوا: قد جاءت رسل ربنا بالحق ، بأن هذا اليوم كائن، وهو حق، فهل لنا من شفعاء من الملائكة والنبيين وغيرها، فيشفعوا لنا أو نرد إلى الدنيا، فنعمل من الخير غير الذي كنا نعمل من الشر، يعني الشرك والتكذيب، يقول الله قد خسروا أنفسهم ، [ ص: 395 ] يقول: قد غبنوا أنفسهم، فساروا إلى النار، وضل عنهم في الآخرة ما كانوا يفترون في الدنيا من التكذيب.

التالي السابق


الخدمات العلمية