وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين
" و" أرسلنا وإلى مدين ابن إبراهيم لصلبه، وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا ، ليس بأخيهم في الدين، ولكن أخوهم في النسب، قال يا قوم اعبدوا الله ، يعني وحدوا الله، ما لكم من إله غيره ، ليس لكم رب غيره، قد جاءتكم بينة من ربكم ، يعني بيان من ربكم، فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، يعني لا تنقصوا الناس حقوقهم في نقصان الكيل والميزان، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ، بعد الطاعة في نقصان الكيل والميزان، فإن المعاصي فساد المعيشة وهلاك أهلها، ذلكم خير لكم ، يعني وفاء الكيل والميزان خير لكم من النقصان، إن كنتم مؤمنين ، يقول: إن كنتم آمنتم، كان في الآخرة خير لكم من نقصان الكيل والميزان في الدنيا، نظيرها في هود.
[ ص: 402 ] ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ، يعني ولا ترصدوا بكل طريق توعدون أهل الإيمان بالقتل، وتصدون عن سبيل الله ، يعني عن دين الإسلام، من آمن به ، يعني من صدق بالله وحده لا شريك له، وتبغونها عوجا يعني تريدون بملة الإسلام زيفا، واذكروا إذ كنتم قليلا ، عددكم بعد عذاب الأمم الخالية، ثم ذكرهم النعم، فقال: فكثركم ، يعني فكثر عددكم، ثم وعظهم وخوفهم بمثل عذاب الأمم الخالية، فقال: وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين في الأرض بالمعاصي بعد عذاب قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط في الدنيا، نظيرها في هود.