وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين
وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به من العذاب، وطائفة لم يؤمنوا ، يعني لم يصدقوا بالعذاب، فاصبروا حتى يحكم الله ، حتى يقضي الله بيننا في أمر العذاب، وهو خير الحاكمين ، يعني وهو خير الفاصلين، فكان قضاؤه نزول العذاب بهم.
قال الملأ الذين استكبروا من قومه ، يعني الذين تكبروا عن الإيمان، وهم الكبراء، لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا ، يعنون الشرك، أو لتدخلن في ملتنا، قال أولو كنا كارهين .
ثم قال لهم شعيب: قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم الشرك، يعني إن [ ص: 403 ] دخلنا في دينكم، بعد إذ نجانا الله منها ، يقول: بعد إذ لم يجعلنا الله من أهل ملتكم الشرك، وما يكون لنا أن نعود فيها ، وما ينبغي لنا أن ندخل في ملتكم الشرك، إلا أن يشاء الله ربنا ، فيدخلنا في ملتكم، وسع ، يعني ملأ ربنا كل شيء علما ، فعلمه، على الله توكلنا ، لقولهم لشعيب: لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا، ثم قال شعيب: ربنا افتح ، يعني اقض بيننا وبين قومنا بالحق ، يعني بالعدل في نزول العذاب بهم، وأنت خير الفاتحين ، يعني القاضين.
وقال الملأ الذين كفروا من قومه ، وهم الكبراء للضعفاء، لئن اتبعتم شعيبا على دينه، إنكم إذا لخاسرون ، يعني لعجزه، نظيرها في يوسف: لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون ، يعني لعجزه ظالمون.
فأخذتهم الرجفة ، يعني العذاب، فأصبحوا من صيحة جبريل، عليه السلام، في دارهم ، يعني قريتهم، جاثمين ، يعني أمواتا خامدين.
الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ، يعني كأن لم يكونوا فيها قط، الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين .
فتولى عنهم ، يعني فأعرض عنهم حين كذبوا بالعذاب، نظيرها في هود، وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ، في نزول العذاب بكم في الدنيا، ونصحت لكم فيما حذرتكم من عذابه، فكيف آسى ، يقول: فكيف أحزن بعد الصيحة، على قوم كافرين إذا عذبوا.