قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون
[ ص: 56 ] قالوا يا موسى، ادع لنا ربك ، أي سل لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول ، إن ربكم يقول: إنها بقرة لا فارض ولا بكر ، يعني ليست بكبيرة ولا بكر، أي شابة، عوان بين ذلك ، يعني بالعوان بين الكبيرة والشابة، فافعلوا ما تؤمرون ، فانطلقوا ثم رجعوا إلى موسى، قالوا ادع لنا ربك ، أي سل ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها ، يعني صافية اللون نقية تسر ، يعني تعجب، الناظرين ، يعني من رآها، فشددوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " محمد بيده، لو لم يستثنوا ما بينت لهم آخر الأبد إنما أمروا ببقرة، ولو عمدوا إلى أدنى بقرة لأجزأت عنهم، والذي نفس ".
فانطلقوا ثم رجعوا قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا تشكل وإنا إن شاء الله لمهتدون ، لو لم يستثنوا لم يهتدوا لها أبدا، فعند ذلك هموا أن يفعلوا ما أمروا، ولو أنهم عمدوا إلى الصفة الأولى فذبحوها لأجزأت عنهم.
قال إنه يقول ، أي قال موسى: إن الله يقول: إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ، يقول: ليست بالذلول التي يعمل عليها في الحرث، ولا تسقي الحرث يقول: ليست بالذلول التي يسقى عليها بالسواقي الماء للحرث، مسلمة ، يعني صحيحة و لا شية فيها ، يقول: لا وضح فيها، يقول: ليس فيها سواد ولا بياض ولا حمرة، قالوا الآن يا موسى جئت بالحق ، يقول: الآن بينت لنا الحق، فانطلقوا حتى وجدوها عند امرأة اسمها نوريا بنت رام، فاستاموا بها، فقالوا لموسى: إنها لا تباع إلا بملء مسكها ذهبا، قال موسى: لا تظلموا، انطلقوا اشتروها بما عز وهان، فاشتروها بملء مسكها ذهبا، فذبحوها ، فقالوا لموسى: قد ذبحناها، قال: خذوا منها عضوا فاضربوا به القتيل، فضربوا القتيل بفخذ البقرة اليمنى، فقام القتيل وأوداجه تشخب دما، فقال: قتلني فلان وفلان، يعني ابني عمه، ثم وقع ميتا، فأخذا فقتلا، فذلك قوله سبحانه فذبحوها وما كادوا يفعلون .