وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون
[ ص: 57 ] وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ، فاختلفتم في قتلها، فقال أهل هذه القرية الأخرى: أنتم قتلتموه، وقال الآخرون: أنتم قتلتموه، فذلك قوله سبحانه: والله مخرج ما كنتم تكتمون ، يعني كتمان قتل المقتول فقلنا اضربوه ببعضها كذلك ، يقول: هكذا يحي الله الموتى ويريكم آياته ، فكان ذلك من آياته وعجائبه، لعلكم يقول: لكي تعقلون ، فتعتبروا في البعث، وإنما فعل الله ذلك بهم; لأنه كان في بني إسرائيل من يشك في البعث، فأراد الله عز وجل أن يعلمهم أنه قادر على أن يبعث الموتى، وذلك قوله سبحانه، لعلكم تعقلون فتعتبروا في البعث فقالوا: نحن لم نقتله، ولكن كذب علينا، فلما كذبوا المقتول، ضرب الله لهم مثلا، وذلك قوله سبحانه: ثم قست قلوبكم في الشدة، فلم تطمئن، يعني تلين، حتى كذبتم المقتول، ثم قال: من بعد ذلك ، يعني من بعد حياة المقتول، فهي كالحجارة فشبه قلوبهم حين لم تلن بالحجارة في الشدة، ثم عذر الحجارة وعاب قلوبهم، فقال: فهي كالحجارة في القسوة، أو أشد قسوة ، ثم قال: وإن من الحجارة ما هي ألين من قلوبهم، فمنها لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما ، يعني ما يشقق ، يعني يتصدع، فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط ، يقول: من بعض الحجارة الذي يهبط من أعلاه، فهؤلاء جميعا من خشية الله يفعلون ذلك، وبنو إسرائيل لا يخشون الله، ولا ترق قلوبهم كفعل الحجارة، ولا يقبلون إلى طاعة ربهم، ثم وعدهم، فقال عز وجل: وما الله بغافل عما تعملون من المعاصي.