الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون  والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم  

إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام ، يقول: مثل الدنيا كمثل النبت بينا هو أخضر، إذا هو قد يبس، فكذلك الدنيا إذا جاءت الآخرة، يقول: أنزل الماء من السماء فأنبت به ألوان الثمار لبني آدم، وألوان النبات للبهائم، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ، يعني حسنها وزينتها، وازينت بالنبات وحسنت، وظن أهلها ، يعني وأيقن أهلها أنهم قادرون عليها في أنفسهم، أتاها أمرنا ، يعني عذابنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا ، يعني ذاهبا كأن لم تغن بالأمس ، يعني تنعم بالأمس، كذلك ، يعني هكذا تجيء الآخرة، فتذهب الدنيا ونعيمها وتنقطع عن أهلها، نفصل الآيات يعني نبين العلامات لقوم يتفكرون في عجائب الله وربوبيته.

والله يدعو إلى دار السلام ، يعني دار نفسه، وهي الجنة، والله هو السلام، ويهدي من يشاء ، يعني من أهل التوحيد، إلى صراط مستقيم ، يعني دين الإسلام.

التالي السابق


الخدمات العلمية