للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون
[ ص: 90 ] للذين أحسنوا ، يعني وحدوا الله، الحسنى ، يعني الجنة، وزيادة ، يعني فضل على الجنة النظر إلى وجه الله الكريم، ولا يرهق وجوههم قتر ، يعني ولا يصيب وجوههم قتر، يعني سواد، ويقال: كسوف، ويقال: هو السود، ولا ذلة ، يعني ولا مذلة في أبدانهم عند معاينة النار، أولئك الذين هم بهذه المنزلة أصحاب الجنة هم فيها خالدون لا يموتون.
والذين كسبوا السيئات ، يعني عملوا الشرك، جزاء سيئة بمثلها ، يعني جزاء الشرك جهنم، وترهقهم ذلة ، يعني مذلة في مذلة في مذلة أبدانهم، ما لهم من الله من عاصم ، يعني مانع يمنعهم من العذاب، كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ، يعني سواد الليل، أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون لا يموتون.
قوله: ويوم نحشرهم جميعا ، يعني الكفار وما عبدوا من دون الله، ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم ، يعني بهم الآلهة، فزيلنا بينهم ، يعني فميزنا بين الجزاءين، وقال شركاؤهم يعني الآلهة وهم الأصنام: ما كنتم إيانا تعبدون . فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا ، يعني لقد كنا، عن عبادتكم إيانا لغافلين ، وقد عبدتمونا وما نشعر بكم.
ثم قال: هنالك ، يعني عند ذلك، تبلو ، يعني تختبر [ ص: 91 ] كل نفس ما أسلفت ، يعني ما قدمت، وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون ، يعني يعبدون في الدنيا من الآلهة.