وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين
[ ص: 165 ] وكأين ، يعني وكم، من آية في السماوات الشمس، والقمر، والنجوم، والسحاب، والرياح، والمطر، والأرض الجبال، والبحور، والشجر، والنبات عاما بعد عام، يمرون عليها ، يعني يرونها، وهم عنها معرضون ، أفلا يتفكرون فيما يرون من صنع الله فيوحدونه.
وما يؤمن أكثرهم ، أي أكثر أهل مكة، بالله إلا وهم مشركون في إيمانهم، فإذا سئلوا: من خلقهم وخلق الأشياء كلها؟ قالوا: الله، وهم في ذلك يعبدون الأصنام.
فخوفهم، فقال: أفأمنوا أن تأتيهم غاشية ، يعني أن تغشاهم عقوبة، من عذاب الله في الدنيا، أو تأتيهم الساعة بغتة ، يعني فجأة، وهم لا يشعرون يأتيانها، هذا وعيد.
قل هذه ملة الإسلام، سبيلي ، يعني سنتي، أدعو إلى الله ، يعني إلى معرفة الله، وهو التوحيد، على بصيرة ، يعني على بيان، أنا ومن اتبعني على ديني، وسبحان الله ، نزه الرب نفسه عن شركهم، وما أنا من المشركين