للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم
ثم أخبر عنهم، فقال سبحانه: للذين لا يؤمنون بالآخرة ، يعني لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، مثل السوء ، يعني شبه السوء، ولله المثل الأعلى لأنه تبارك وتعالى رب واحد لا شريك له، وهو العزيز في ملكه، جل جلاله؛ لقولهم: إن الله لا يقدر على البعث، الحكيم في أمره حكم البعث.
ثم قال عز وجل: ولو يؤاخذ الله الناس ، يعني كفار مكة، بظلمهم ، يعني بما عملوا من الكفر والتكذيب، لعجل لهم العقوبة، ما ترك عليها من دابة ، يعني فوق الأرض من دابة، يعني يقحط المطر، فتموت الدواب، ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى ، الذي وقت لهم في اللوح المحفوظ، فإذا جاء أجلهم ، يعني وقت عذابهم في الدنيا، لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ، يعني لا يتأخرون عن أجلهم حتى يعذبوا في الدنيا.
ويجعلون ، يعني ويصفون، لله ما يكرهون من البنات، يقولون: لله البنات، وتصف ، يعني وتقول ألسنتهم الكذب بـ أن لهم الحسنى البنين وله البنات، لا جرم قسما حقا، أن لهم النار وأنهم مفرطون ، يعني متروكون في النار؛ لقولهم: لله البنات.
تالله ، يعني والله، لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ، فكذبوهم، فزين لهم الشيطان أعمالهم ، الكفر والتكذيب، فهو وليهم اليوم ، يعني الشيطان وليهم في [ ص: 228 ] الآخرة، ولهم عذاب أليم ، يعني وجيع.