ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين
ثم وعظ كفار مكة ليعتبروا، فقال عز وجل: ألم يروا ، يعني ألا ينظروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ، يعني في كبد السماء، ما يمسكهن عند بسط الأجنحة وعند قبضها أحد إلا الله تبارك وتعالى، إن في ذلك لآيات ، يعني إن في هذه لعبرة، لقوم يؤمنون ، يعني يصدقون بتوحيد الله عز وجل.
ثم ذكرهم النعم، فقال سبحانه: والله جعل لكم من بيوتكم سكنا تسكنون فيه، وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا ، يعني مما على جلودها من أصوافها وأوبارها، وأشعارها، تتخذون منها بيوتا، يعني الأبنية، والخيم، والفساطيط، وغيرها، تستخفونها في الحمل، يوم ظعنكم ، يعني حين رحلتكم وأسفاركم، وتستخفونها ويوم إقامتكم حين تقيمون في الأسفار وتستخفونها، يعني الأبيات التي تتخذونها، ولا يشق عليكم ضرب الأبنية، ثم قال سبحانه: ومن أصوافها ، يعني الضأن، وأوبارها ، يعني الإبل، وأشعارها ، يعني المعز، أثاثا ، يعني الثياب التي تتخذ منها، ومتاعا إلى حين ، يعني بلاغا إلى أن تبلى.