الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون  فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين  يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون

ثم قال: والله جعل لكم مما خلق ظلالا ، يعني البيوت والأبنية، وجعل لكم من الجبال أكنانا لتسكنوا فيها، يعني البيوت والأبنية، وجعل لكم سرابيل تقيكم ، يعني القمص تقيكم الحر ، يعني من الكتان، والقطن، والصوف، وسرابيل تقيكم بأسكم ، من القتل والجراحات، يعني درع الحديد [ ص: 233 ] بإذن الله عز وجل، كذلك ، يعني هكذا، يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون ، يعني لكى تسلموا، نظيرها في سبأ، والأنبياء: وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ، يعني فهل أنتم مخلصون لكي تخلصوا إليه بالتوحيد.

فإن تولوا ، يقول: فإن أعرضوا عن التوحيد، فإنما عليك البلاغ المبين ، يقول: عليك يا محمد صلى الله عليه وسلم أن تبلغ وتبين لهم أن الله عز وجل واحد لا شريك له.

يعرفون نعمت الله التي ذكرها في هؤلاء الآيات من قوله عز وجل: جعل لكم من بيوتكم سكنا إلى أن قال: لعلكم تسلمون ، فتعرفون هذه النعم أنها كلها من الله عز وجل، وذلك أن كفار مكة كانوا إذا سئلوا: من أعطاكم هذا الخير؟ قالوا: الله أعطانا، فإن دعوا إلى التوحيد للذي أعطاهم، قالوا: إنما ورثناه عن آبائنا، فذلك قوله عز وجل: ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون بتوحيد رب هذه النعم تعالى ذكره.

التالي السابق


الخدمات العلمية