الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم  ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون  ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون  من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون  فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم  

ثم قال سبحانه: ولا تتخذوا أيمانكم ، يعني العهد، دخلا بينكم بالمكر والخديعة، فتزل قدم بعد ثبوتها ، يقول: إن ناقض العهد يزل في دينه كما تزل قدم الرجل بعد الاستقامة، وتذوقوا السوء ، يعني العقوبة، بما صددتم عن سبيل الله ، يعني بما منعتم الناس عن دين الله الإسلام، ولكم عذاب عظيم في الآخرة.

ثم وعظهم، فقال سبحانه: ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا ، يقول: ولا تبيعوا الوفاء بالعهد فتنقضونه بعرض يسير من الدنيا، إنما عند الله من الثواب لمن وفى منكم بالعهد، هو خير لكم من العاجل، إن كنتم تعلمون . ثم زهدهم في الأموال، فقال سبحانه: ما عندكم من الأموال ينفد ، يعني يفنى وما عند الله في الآخرة من الثواب، باق ، يعني دائم لا يزول عن أهله، ولنجزين الذين صبروا على أمر الله عز وجل في وفاء العهد في الآخرة، [ ص: 237 ] أجرهم بأحسن ما كانوا ، يعني بأحسن الذي كانوا يعملون في الدنيا، ويعفو عن سيئاتهم، فلا يجزيهم بها أبدا، نزلت في امرئ القيس بن عباس الكندي حين حكم عبدان بن أشرع الحضرمي في أرضه وراده على حقه.

ثم قال تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ، يعني مصدق بتوحيد الله عز وجل، فلنحيينه حياة طيبة ، يعني حياة حسنة في الدنيا، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ، يعني جزاءهم في الآخرة بأحسن ما كانوا بأحسن الذي كانوا يعملون في الدنيا، ولهم مساوئ لا يجزيهم بها أبدا فإذا قرأت القرآن في الصلاة، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، يعني إبليس الملعون.

التالي السابق


الخدمات العلمية