الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا  سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا  

وإن ، يعني وقد كادوا ليستفزونك ، يعني ليستزلونك من الأرض ، يعني أرض المدينة ، نزلت في حيي بن أخطب واليهود، وذلك أنهم كرهوا قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وحسدوه،  وقالوا: يا محمد ، إنك لتعلم أن هذه الأرض ليست بأرض الأنبياء، إنما أرض الأنبياء والرسل أرض المحشر أرض الشام، ومتى رأيت الله بعث الأنبياء في أرض تهامة، فإن كنت نبيا، فاخرج إليها، فإنما يمنعك منها مخافة أن يغلبك الروم، فإن كنت نبيا، فسيمنعك الله كما منع الأنبياء قبلك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم متوجها إلى الشام، فعسكر على رأس ثلاثة أميال بذي الحليفة لتنضم إليه أصحابه، فأتاه جبريل، عليه السلام، بهذه الآية: كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا ، يقول سبحانه: لو فعلوا ذلك لم ينظروا من بعدك إلا يسيرا حتى يعذبوا في الدنيا.

فرجع النبي صلى الله عليه وسلم، سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ، يقول الله سبحانه: كذلك سنة الله عز وجل في أهل المعاصي، يعني الأمم الخالية إن كذبوا رسلهم أن يعذبوا، ولا تجد لسنتنا تحويلا ، إن قوله حق في أمر العذاب، يقول: السنة واحدة فيما مضى وفيما بقى.

التالي السابق


الخدمات العلمية