قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ، يعني أصحاب الصوامع من النصارى.
ثم نعتهم، فقال: الذين ضل سعيهم ، يعني حبطت أعمالهم التي عملوها، في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ، يعني القرآن، ولقائه ، يعني بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، فحبطت أعمالهم ، يعني فبطلت أعمالهم الحسنة، فلا تقبل منهم؛ لأنها كانت في غير إيمان، فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا من خير قدر مثقال جناح بعوضة.
ذلك جزاؤهم ، يقول: هذا جزاؤهم، جهنم بما كفروا بالقرآن، واتخذوا آياتي ، يعني القرآن، ورسلي ، يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، هزوا ، يعني استهزاء بهما أنهما ليسا من الله عز وجل.
ثم ذكر المؤمنين، وما أعد لهم، فقال سبحانه: إن الذين آمنوا ، يعني صدقوا، وعملوا الصالحات من الأعمال، كانت لهم جنات الفردوس نزلا ، بلغة الروم، يعني البساتين عليها الحيطان.
خالدين فيها ، لا يموتون، لا يبغون عنها حولا ، يعني تحولا إلى غيرها، وذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: تزعم أنك أوتيت الحكمة، والحكمة العلم كله، وتزعم أنه لا علم لك بالروح، وتزعم أن الروح من أمر ربي ، فكيف يكون هذا ؟ فقال الله تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: إنك أوتيت علما، وعلمك في علم الله قليل.