الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا  فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا  ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا  وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا  ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا  

يقول الله عز وجل يعظه ليعتبر أولا يذكر الإنسان ، يقول: أو لا يتذكر الإنسان في خلق نفسه،  أنا خلقناه أول مرة، يعني أول خلق خلقناه، من قبل ولم يك شيئا . فأقسم الرب عز وجل ليبعثهم في الآخرة، فقال: فوربك يا محمد ، لنحشرنهم ، يعني لنجمعنهم والشياطين معهم الذين أضلوهم في الآخرة، ثم لنحضرنهم حول جهنم ، يعني في جهنم، جثيا ، يعني جميعا على الركب.

ثم لننزعن من كل شيعة ، يقول: لنخرجن، ثم نبدأ بهم من كل ملة، أيهم أشد على الرحمن عتيا ، يعني عتوا في الكفر، يعني القادة، فيعذبهم في النار.

ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا ، يعني من هو أولى بها، يعني القادة في الكفر.

وإن منكم إلا واردها ، يعني وما منكم أحد إلا داخلها، يعني جهنم، البر والفاجر.

[ ص: 319 ] حدثنا عبيد الله ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، عن علقمة بن مرثد ، عن نافع بن الأزرق ، أنه سأل ابن عباس عن الورود، فقال: يا نافع ، أما أنا وأنت، فندخلها، فانظر هل نخرج منها أم لا ؟ .

حدثنا عبيد الله ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال: للورود في القرآن أربعة مواضع،  يعني به الدخول: وإن منكم إلا واردها ، يعني داخلها.

فأوردهم النار ، يعني فأدخلهم.

حصب جهنم أنتم لها واردون ، يعني داخلون: لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها ، يعني ما دخلوها.

حدثنا عبيد الله ، فقال: حدثني أبي، قال: حدثني الهذيل ، عن مقاتل ، قال: يجعل الله النار على المؤمنين يومئذ بردا وسلاما، كما جعلها على إبراهيم، عليه السلام، فذلك قوله عز وجل: كان على ربك حتما مقضيا ، قال: قضاء واجبا قد قضاه في اللوح المحفوظ أنه كائن لا بد، غير الأنبياء، عليهم السلام، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما.

ثم ننجي الذين اتقوا الشرك منها، يعني أهل التوحيد، فنخرجهم منها، ونذر الظالمين ، يعني المشركين، فيها ، يعني في جهنم، جثيا على الركب.

التالي السابق


الخدمات العلمية