وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا
وإذا تتلى عليهم آياتنا ، يعني القرآن، بينات ، يعني واضحات، قال الذين كفروا ، وهم النضر بن الحارث بن علقمة وغيره، للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما ، وذلك أنهم لبسوا أحسن الثياب، ودهنوا الرءوس، ثم قالوا للمؤمنين: أي [ ص: 320 ] الفريقين نحن أو أنتم خير ؟ يعني أفضل مقاما للمساكن من مساكن مكة ، ومثله في حم الدخان: ومقام كريم ، يعني ومساكن طيبة، وأحسن نديا ، يعني مجالسا، كقوله سبحانه: وتأتون في ناديكم المنكر ، يعني في مجالسكم.
يقول الله عز وجل يخوفهم: وكم أهلكنا بالعذاب في الدنيا، قبلهم ، قبل أهل مكة ، من قرن ، يعني أمة، كقوله عز وجل: أهلكنا القرون ، يعني الأمم الخالية، هم أحسن أثاثا ، يعني ألين متاعا، ورئيا ، وأحسن منظرا من أهل مكة ، فأهلك الله عز وجل أموالهم وصورهم.
قل لهم: من كان في الضلالة ، يعني من هو في الشرك، فليمدد له الرحمن مدا ، في الخير؛ لقولهم للمؤمنين: أي الفريقين خير مقاما ، حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب في الدنيا، يعني القتل ببدر، وإما الساعة ، يعني القيامة، فسيعلمون من هو شر مكانا ، يعني شر منزلا، وأضعف جندا ، يعني وأقل فئة هم أم المؤمنون.
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى من الضلالة، يعني يزيدهم إيمانا، والباقيات الصالحات ، وهي أربع كلمات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، من قالها فهو خير ، يعني أفضل، عند ربك ثوابا الآخرة وخير مردا ، يعني أفضل مرجعا من ثواب الكافر النار، ومرجعهم إليها.