ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا
[ ص: 322 ] ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين ، يعني المستهزئين من قريش حين قال سبحانه إبليس، وهو الشيطان: واستفزز من استطعت منهم بصوتك ، يعني بدعائك إلى آخر الآية: ثم قال سبحانه: تؤزهم أزا ، يعني تزعجهم إزعاجا، وتغريهم إغراء، تزين لهم الذي هم عليه من الشرك، ويقول: إن الأمر الذي أنتم عليه لأمر حق.
فلا تعجل عليهم ، يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: فلا تستعجل لهم بالعذاب، إنما نعد لهم آجالهم عدا ، يعني الأنفاس.
ثم ننزل بهم العذاب، يوم نحشر المتقين الشرك، يعني الموحدين، إلى الرحمن وفدا ، على النجائب على رحلاتها منابر الحضر.
ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ، يرونها في الدخول وهم عطاش.
لا يملكون الشفاعة ، يقول: لا تقدر الملائكة على الشفاعة لأحد، ثم استثنى، فقال: إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ، يعني إلا من اعتقد التوحيد عند الرحمن جل جلاله، وهي شهادة ألا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا من الملائكة، حين قالوا: إنهن بنات الله تعالى، منهم: النضر بن الحارث.
يقول الله عز وجل: لقد جئتم شيئا إدا ، يقول: قلتم قولا عظيما، نظيرها في بني إسرائيل: إنكم لتقولون قولا عظيما ، حين قالوا: الملائكة بنات الرحمن عز وجل.
تكاد السماوات يتفطرن منه ، يعني مما قالوا: إن الملائكة بنات الرحمن، وتنشق الأرض من أطرافها، وتخر الجبال هدا ، يعني وقعا، وإنما ذكر السماوات والأرض والجبال؛ لعظمهن وشدتهن، مما قالوا من البهتان.
[ ص: 323 ] أن دعوا للرحمن ولدا ، أن قالوا: للرحمن ولدا.
وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا .