[ ص: 351 ] سورة الأنبياء
مكية وهي مائة واثنتا عشرة آية، كوفية
بسم الله الرحمن الرحيم
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون
اقترب للناس حسابهم نزلت في كفار مكة وهم في غفلة معرضون لا يؤمنون به يعني بالحساب يوم القيامة.
ثم نعتهم، فقال سبحانه: ما يأتيهم من ذكر من ربهم يعني من بيان من ربهم يعني القرآن محدث يقول: الذي يحدث الله، عز وجل، إلى النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن لا محدث عند الله تعالى إلا استمعوه وهم يلعبون يعني لاهين عن القرآن.
لاهية قلوبهم يعني غافلة قلوبهم عنه وأسروا النجوى الذين ظلموا فهو أبو جهل ، والوليد بن المغيرة ، وعقبة بن أبي معيط ، قالوا سرا فيما بينهم: هل هذا يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم إلا بشر مثلكم لا يفضلكم بشيء فتتبعونه أفتأتون السحر يعني القرآن وأنتم تبصرون أنه سحر.
قال لهم محمد صلى الله عليه وسلم ربي يعلم القول يعني السر الذي فيما بينهم في السماء والأرض وهو السميع لسرهم العليم به. بل قالوا أضغاث أحلام يعني جماعات أحلام يعنون القرآن قالوا: هي أحلام كاذبة مختلطة يراها محمد صلى الله عليه وسلم في المنام فيخبرنا بها، ثم قال: بل افتراه يعنون بل يخلق محمد صلى الله عليه وسلم القرآن من تلقاء نفسه، ثم قال: بل هو يعني محمدا صلى الله عليه وسلم شاعر فإن كان صادقا فليأتنا بآية كما أرسل الأولون من الأنبياء، عليهم [ ص: 352 ] السلام، بالآيات إلى قومهم، كل هذا من قول هؤلاء النفر، كما أرسل موسى، وعيسى و داود، وسليمان عليهم السلام، بالآيات والعجائب.
يقول الله عز وجل: ما آمنت يقول: ما صدقت بالآيات قبلهم يعني قبل كفار مكة من قرية أهلكناها بالعذاب في الدنيا، يعني كفار الأمم الخالية أفهم يؤمنون يعني كفار مكة أفهم يصدقون بالآيات، فقد كذبت بها الأمم الخالية من قبلهم، بأنهم لا يصدقون، ثم قالوا في الفرقان: أهذا الذي بعث الله رسولا يأكل ويشرب وترك الملائكة فلم يرسلهم.