الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون  وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون  لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون  يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون  

وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون يعني فوحدون.

وقالوا أي: كفار مكة ، منهم النضر بن الحارث اتخذ الرحمن ولدا قالوا: إن الملائكة بنات الله تعالى، فنزه الرب جل جلاله نفسه عن قولهم، فقال: سبحانه بل هم يعني الملائكة عباد مكرمون لعبادة ربهم، وليسوا ببنات الرحمن، ولكن الله أكرمهم بعبادته.

ثم أخبر عن الملائكة، فقال: لا يسبقونه بالقول يعني الملائكة لا يسبقون ربهم بأمر، يقول: الملائكة لم تأمر كفار مكة بعبادتهم إياها، ثم قال: وهم يعني [ ص: 356 ] الملائكة بأمره يعملون يقول: لا تعمل الملائكة إلا بأمره، فأخبر الله عز وجل عن الملائكة أنهم عباد يخافون ربهم ويقدسونه ويعبدونه.

يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم يقول الرب عز وجل: يعلم ما كان قبل أن يخلق الملائكة، ويعلم ما كان بعد خلقهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى يقول: لا تشفع الملائكة إلا لمن رضي الله أن يشفع له، يعني من أهل التوحيد الذين لا يقولون إن الملائكة بنات الله عز وجل، لأن كفار مكة زعموا أن الملائكة تشفع لهم في الآخرة إلى الله عز وجل، ثم قال سبحانه - يعني الملائكة: وهم من خشيته مشفقون يعني خائفين.

التالي السابق


الخدمات العلمية