الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير  وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد  إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم  

ثم ذكر ما أعد الله، عز وجل، للمؤمنين، فقال سبحانه: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يقول: تجري العيون من تحت البساتين يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا أي أساور من لؤلؤ ولباسهم فيها حرير مما يلي الجسد الحرير، وأعلاه السندس والإستبرق وهدوا في الدنيا إلى الطيب من القول يعني التوحيد، وهو قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كقوله: كلمة طيبة يعني التوحيد وهدوا إلى صراط يعني دين الإسلام الحميد عند خلقه يحمده أولياؤه إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله يقول: ويمنعون الناس عن دين الله، عز وجل، "و" عن والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه يعني المقيم في الحرم، وهم أهل مكة والباد يعني من دخل مكة من غير أهلها ومن يرد فيه بإلحاد بظلم يقول: من لجأ إلى الحرم يميل فيه بشرك نذقه من عذاب أليم يعني وجيعا نزلت في عبد الله بن أنس بن خطل القرشي من بني تيم بن مرة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله مع رجلين أحدهما مهاجر، والآخر من الأنصار، فافتخروا في الأنساب، فغضب ابن خطل ، فقتل الأنصاري، ثم هرب إلى مكة ، ورجع المهاجر إلى المدينة ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل عبد الله يوم فتح مكة ، فقتله أبو برزة الأسلمي ، وسعد بن حريث القرشي ، أخو عمرو بن حريث.

[ ص: 381 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية