الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون  ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير  ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير  وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير  

قوله عز وجل: ألم تعلم يا محمد أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك العلم في كتاب يعني اللوح المحفوظ إن ذلك الكتاب على الله يسير يعني هينا.

ويعبدون من دون الله من الآلهة ما لم ينزل به سلطانا يعني ما لم ينزل به كتابا من السماء لهم فيه حجة بأنها آلهة وما ليس لهم به علم أنها آلهة وما للظالمين من نصير يقول: وما للمشركين من مانع من العذاب.

وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات يعني واضحات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر [ ص: 390 ] ينكرون القرآن أن يكون من الله عز وجل يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا يقول: يكادون يقعون بمحمد صلى الله عليه وسلم من كراهيتهم للقرآن، وقالوا: ما شأن محمد وأصحابه أحق بهذا الأمر منا، والله إنهم لأشر خلق الله، فأنزل الله عز وجل قل لهم يا محمد : أفأنبئكم بشر من ذلكم النار يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعدها الله الذين كفروا من وعده الله النار وصار إليها، يعني الكفار، فهم شرار الخلق وبئس المصير النار حين يصيرون إليها، ونزل فيهم في الفرقان: الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية