الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون  مستكبرين به سامرا تهجرون  أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين  أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون  أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون  ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين  وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم  

قد كانت آياتي يعني القرآن تتلى عليكم يعني على كفار مكة فكنتم على أعقابكم تنكصون يعني تتأخرون عن إيمان به؛ تكذيبا بالقرآن، ثم نعتهم فقال سبحانه: مستكبرين به يعني آمنين بالحرم بأن لهم البيت الحرام سامرا بالليل إضمار في الباطل، وأنتم آمنون فيه، ثم قال: تهجرون القرآن فلا تؤمنون به، نزلت في الملإ من قريش الذين مشوا إلى أبي طالب .

أفلم يدبروا القول يعني أفلم يستمعوا القرآن أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين يقول: قد جاء أهل مكة النذر، كما جاء آباءهم وأجدادهم الأولين، أم لم يعرفوا رسولهم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم بوجهه ونسبه فهم له منكرون فلا يعرفونه، بل يعرفونه أم يقولون به جنة قالوا: إن بمحمد جنونا، يقول الله، عز وجل: بل جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالحق يعني بالتوحيد وأكثرهم للحق يعني التوحيد كارهون . [ ص: 401 ] يقول الله، عز وجل: ولو اتبع الحق أهواءهم يعني لو اتبع الله أهواء كفار مكة ، فجعل مع نفسه شريكا لفسدت يعني لهلكت السماوات والأرض ومن فيهن من الخلق بل أتيناهم بذكرهم يعني بشرفهم يعني القرآن فهم عن ذكرهم معرضون يعني القرآن معرضون عنه فلا يؤمنون به.

أم تسألهم يا محمد خرجا أجرا على الإيمان بالقرآن فخراج ربك يعني فأجر ربك خير يعني أفضل من خراجهم وهو خير الرازقين وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم يعني الإسلام لا عوج فيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية