ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون
في عز وجل، يقول الله تعالى: قولهم إن الملائكة بنات الله، ما اتخذ الله من ولد يعني الملائكة وما كان معه من إله يعني من شريك، فلو كان معه إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض كفعل ملوك الدنيا يلتمس بعضهم قهر بعض، ثم نزه الرب نفسه، جل جلاله، عن مقالتهم فقال تعالى: سبحان الله عما يصفون يعني عما يقولون بأن الملائكة بنات الرحمن عالم الغيب والشهادة يعني غيب ما كان، وما يكون، والشهادة فتعالى يعني فارتفع عما يشركون لقولهم الملائكة بنات الله قل رب إما تريني ما يوعدون من العذاب، يعني القتل ببدر، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يدعو على كفار مكة ، ثم قال: رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم من العذاب لقادرون ، ثم قال الله عز وجل يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على الأذى: ادفع بالتي هي أحسن السيئة نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم نحن أعلم بما يصفون من الكذب.
ثم أمره أن يتعوذ من الشيطان، فقال تعالى: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين [ ص: 404 ] يعني الشياطين في أمر أبي جهل ، وأعوذ بك رب أن يحضرون حتى إذا جاء أحدهم الموت يعني الكفار قال رب ارجعون إلى الدنيا حين يعاين ملك الموت يؤخذ بلسانه، فينظر إلى سيئاته قبل الموت، فلما هجم على الخزي سأل الرجعة إلى الدنيا ليعمل صالحا فيما ترك، فذلك قوله سبحانه: رب ارجعون إلى الدنيا لعلي يعني لكي أعمل صالحا فيما تركت من العمل الصالح، يعني الإيمان، يقول عز وجل: كلا لا يرد إلى الدنيا.
ثم استأنف فقال: إنها كلمة هو قائلها يعني بالكلمة قوله: رب ارجعون ، ثم قال سبحانه: ومن ورائهم برزخ يعني ومن بعد الموت أجل إلى يوم يبعثون يعني يحشرون بعد الموت.