وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا
وقال الذين كفروا لولا نزل يعني هلا نزل عليه القرآن جملة واحدة كما جاء به موسى وعيسى يقول: كذلك لنثبت به فؤادك يعني ليثبت القرآن في قلبك ورتلناه ترتيلا يعني نرسله ترسلا آيات، ثم آيات، ذلك قوله سبحانه: وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا . ثم قال عز وجل: ولا يأتونك بمثل يخاصمونك به إضمار لقولهم: لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة، ونحوه في القرآن مما يخاصمون به النبي صلى الله عليه وسلم، فيرد الله عز وجل [ ص: 437 ] عليهم قولهم، فذلك قوله عز وجل: إلا جئناك بالحق فيما تخصمهم به وأحسن تفسيرا يعني وأحسن تبيانا فترد به خصومتهم.
ثم أخبر الله عز وجل بمستقرهم في الآخرة، فقال سبحانه: الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا يعني وأخطأ طريق الهدى في الدنيا من المؤمنين.
ولقد آتينا موسى الكتاب يقول: موسى ، عليه السلام، التوراة أعطينا وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا يعني معينا، ثم انقطع الكلام فأخبر الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: فقلنا اذهبا إلى القوم يعني أهل مصر الذين كذبوا بآياتنا يعني: الآيات التسع فدمرناهم تدميرا يعني: أهلكناهم بالعذاب هلاكا يعني: الغرق.