قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين
قالوا آمنا برب العالمين لقول موسى : أنا رسول رب العالمين، فقال فرعون: أنا رب العالمين.
قالت السحرة: رب موسى وهارون فبهت فرعون عند ذلك، وألقى بيديه.
فـ قال فرعون للسحرة: آمنتم له يقول: صدقتم بموسى قبل أن آذن لكم يقول: من قبل أن آمركم بالإيمان به، ثم قال فرعون للسحرة: إنه لكبيركم الذي علمكم السحر إن هذا لمكر مكرتموه، يقول: إن هذا لقول قلتموه أنتم، يعني به السحرة وموسى في المدينة ، يعني في أهل مدين لتخرجوا منها [ ص: 451 ] أهلها بقول الساحر الأكبر لموسى، حين قال: لئن غلبتني لأؤمن بك، فلسوف تعلمون هذا وعيد، فأخبرهم بالوعيد، فقال: لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف يعني اليد اليمنى والرجل اليسرى، ولأصلبنكم أجمعين في جذوع النخل.
فردت عليه السحرة حين أوعدهم بالقتل والصلب، قالوا لا ضير ما عسيت أن تصنع هل هو إلا أن تقتلنا إنا إلى ربنا منقلبون يعني لراجعون إلى الآخرة إنا نطمع أي نرجو أن يغفر لنا ربنا خطايانا ، يعني سحرنا أن كنا أول المؤمنين يعني أول المصدقين بتوحيد الله عز وجل من أهل مصر ، فقطعهم وصلبهم فرعون من يومه، قال كانوا أول النهار سحرة وآخر النهار شهداء. ابن عباس: