وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم
وأزلفت يعني وقربت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم يعني وكشف الغطاء عن الجحيم للغاوين من كفار بني آدم، وهم الضالون عن الهدى.
وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون .
[ ص: 456 ] من دون الله لأنهم عبدوا الشيطان، نظيرها في الصافات هل ينصرونكم أو ينتصرون يعني هل يمنعونكم النار، أو يمتنعون منها.
فكبكبوا فيها يعني فقذفوا في النار، يعني فقذفهم الخزنة في النار هم يعني كفار بني آدم والغاوون يعني الشياطين الذين أغووا بني آدم، ثم قال تعالى: وجنود إبليس أجمعون يعني ذرية إبليس كلهم.
قالوا وهم فيها يختصمون في النار، فيها تقديم، وذلك أن الكفار من بني آدم، قالوا للشياطين: تالله يعني والله أن لقد كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم يعني نعدلكم يا معشر الشياطين برب العالمين في الطاعة فهذه خصومتهم.
ثم قال كفار مكة من بني آدم: وما أضلنا عن الهدى إلا المجرمون يعني الشياطين، ثم أظهروا الندامة، فقالوا: فما لنا من شافعين من الملائكة والنبيين.
ولا صديق حميم يعني القريب الشفيق، فيشفعون لنا كما يشفع المؤمنين، وذلك أنهم لما رأوا كيف يشفع الله عز وجل، الملائكة، والنبيين في أهل التوحيد، قالوا عند ذلك: فما لنا من شافعين إلى آخر الآية.
حدثنا ، قال: حدثني أبو محمد الهذيل ، قال: قال مقاتل: فذلك قوله سبحانه: استكثروا من صداقة المؤمنين، فإن المؤمنين يشفعون يوم القيامة، ولا صديق حميم .
ثم قال: فلو أن لنا كرة يعني رجعة إلى الدنيا فنكون من المؤمنين يعني من المصدقين بالتوحيد، إن في ذلك لآية يعني إن في هلاك قوم إبراهيم لعبرة لمن بعدهم وما كان أكثرهم مؤمنين يقول: لو كان أكثرهم مؤمنين لم يعذبوا في الدنيا.
وإن ربك لهو العزيز في نقمته الرحيم بالمؤمنين هلك قوم إبراهيم بالصيحة تفسيره في سورة العنكبوت.
[ ص: 457 ]