الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون  وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين  إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم  فتوكل على الله إنك على الحق المبين  إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين  وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون  

[ ص: 485 ] إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يعني في القرآن يختلفون يقول: هذا القرآن مبين لأهل الكتاب اختلافهم، وإنه لهدى من الضلالة ورحمة من العذاب لمن آمن به، فذلك قوله عز وجل: للمؤمنين بالقرآن أنه من ربك إن ربك يقضي بينهم يعني بين بني إسرائيل بحكمه وهو العزيز العليم فتوكل على الله يعني فثق بالله عز وجل، وذلك حين دعي إلى ملة آبائه فأمره أن يثق بالله عز وجل ولا يهوله قول أهل مكة ، إنك على الحق المبين يعني على الدين البين وهو الإسلام، ثم ضرب لكفار مكة مثلا، فقال سبحانه: إنك يا محمد لا تسمع الموتى في النداء، فشبه كفار مكة بالأموات كما لا يسمع الميت النداء، كذلك لا تسمع الكفار النداء، ولا تفقهه، ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين يقول: إن الأصم إذا ولى مدبرا، ثم ناديته لم يسمع الدعاء، وكذلك الكافر لا يسمع الإيمان إذا دعي إليه.

ثم قال عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم: وما أنت بهادي العمي إلى الإيمان عن ضلالتهم يعني عن كفرهم إن تسمع يقول: ما تسمع الإيمان إلا من يؤمن بآياتنا إلا من يصدق بالقرآن أنه من الله عز وجل، فهم مسلمون يقول: فهم مخلصون بتوحيد الله عز وجل.

وإذا وقع القول عليهم يقول: إذا نزل العذاب بهم، أخرجنا لهم دابة من الأرض تخرج من الصفا الذي بمكة تكلمهم بالعربية تقول: إن الناس يعني كفار مكة كانوا بآياتنا يعني بخروج الدابة  لا يوقنون هذا قول الدابة للناس: إن الناس بخروجي لا يوقنون، لأن خروجها آية من آيات الله عز وجل، [ ص: 486 ] فإذا رآها الناس كلهم عادت إلى مكانها من حيث خرجت لها أربع قوائم، وزغب، وريش، ولها جناحان، واسمها أفضى، فإذا خرجت بلغ رأسها السحاب.

التالي السابق


الخدمات العلمية