قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين
قل لا يعلم من في السماوات يعني الملائكة والأرض الناس الغيب يعني البعث، يعني غيب الساعة إلا الله وحده، عز وجل، ثم قال عز وجل: وما يشعرون أيان يبعثون يقول لكفار مكة: وما يشعرون متى يبعثون بعد الموت لأنهم يكفرون بالبعث.
بل ادارك علمهم في الآخرة يقول: علموا في الآخرة حين عاينوها ما شكوا فيه، وعموا عنه في الدنيا، بل هم اليوم في شك منها يعني من الساعة بل هم منها عمون في الدنيا وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون [ ص: 484 ] من القبور أحياء نزلت في ، أبي طلحة وشيبة ، ومشافع ، وشرحبيل ، والحارث وأبيه، وأرطأة بن شرحبيل ، لقد وعدنا هذا الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم يعنون البعث نحن وآباؤنا من قبل يعنون من قبلنا إن هذا الذي يقول محمد صلى الله عليه وسلم: إلا أساطير الأولين يعني أحاديث الأولين وكذبهم.
قل لكفار مكة: سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين يعني كفار الأمم الخالية كيف كان عاقبتهم في الدنيا الهلاك، يخوف كفار مكة مثل عذاب الأمم الخالية، لئلا يكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد رأوا هلاك قوم لوط ، وعاد، وثمود .
ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ولا تحزن عليهم يعني على كفار مكة إن تولوا عنك، ولم يجيبوك، ولا تكن في ضيق مما يمكرون يقول: لا يضيق صدرك بما يقولون هذا دأبنا ودأبك أيام الموسم، وهم الخراصون وهم المستهزئون.
ويقولون متى هذا الوعد يعنون العذاب، إن كنتم صادقين يعني النبي صلى الله عليه وسلم وحده بأن العذاب نازل بنا، قل عسى أن يكون ردف لكم يعني قريب لكم بعض الذي تستعجلون فكان بعض العذاب القتل ببدر، وسائر العذاب لهم فيما بعد الموت.
ثم قال: وإن ربك لذو فضل على الناس يعني على كفار مكة حين لا يعجل عليهم العذاب حين أرادوه ولكن أكثرهم يعني أكثر أهل مكة لا يشكرون الرب عز وجل في تأخير العذاب عنهم، وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم يعني ما تسر قلوبهم وما يعلنون بألسنتهم.
وما من غائبة يعني علم غيب ما يكون من العذاب في السماء والأرض وذلك حين استعجلوه بالعذاب إلا في كتاب مبين يقول: إلا هو بين في اللوح المحفوظ.