إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون
ثم أخبر عن فرعون ، فقال سبحانه: إن فرعون علا يعني تعظم في الأرض يعني أرض مصر وجعل أهلها يعني من أهل مصر شيعا يعني أحزابا يستضعف طائفة منهم يعني من أهل مصر يستضعف بني إسرائيل يذبح يعني يقتل أبناءهم يعني أبناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم يقول: ويترك بناتهم [ ص: 489 ] فلا يقتلهن، وكان جميع من قتل من بني إسرائيل، ثمانية عشر طفلا إنه يعني فرعون كان من المفسدين يعني كان يعمل في الأرض بالمعاصي.
يقول الله عز وجل: ونريد أن نمن يقول: نريد أن ننعم على الذين استضعفوا يعني بني إسرائيل حين أنجاهم من آل فرعون في الأرض ونجعلهم أئمة يعني قادة في الخير، يقتدى بهم في الخير ونجعلهم الوارثين لأرض مصر بعد هلاك فرعون.
ونمكن لهم في الأرض يعني في أرض مصر ونري فرعون وهامان وجنودهما القبط منهم يعني من بني إسرائيل ما كانوا يحذرون من مولود بني إسرائيل أن يكون هلاكهم في سببه، وهو موسى صلى الله عليه وسلم، وذلك أن الكهنة أخبروا فرعون أنه يولد في هذه السنة مولود في بني إسرائيل يكون هلاكك في سببه، فرعون على نساء بني إسرائيل قوابل من نساء أهل مصر ، وأمرهن أن يقتلن كل مولود ذكر يولد من بني إسرائيل مخافة ما بلغه، فلم يزل الله عز وجل بلطفه يصنع فجعل لموسى، عليه السلام، حتى نزل بآل فرعون من الهلاك ما كانوا يحذرون، وملك فرعون أربع مائة سنة، وستة وأربعين سنة.