قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين
ثم خوفهم ، فقال سبحانه : قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل يعني قبل كفار مكة من الأمم الخالية كان أكثرهم مشركين فكان عاقبتهم الهلاك في الدنيا. ثم قال : فأقم وجهك للدين القيم يعني فأخلص دينك للإسلام المستقيم ، فإن غير دين الإسلام ليس بمستقيم من قبل أن يأتي يوم يعني يوم القيامة لا مرد له يعني لا يقدر أحد على رد ذلك اليوم من الله عز وجل يومئذ يصدعون يعني بعد الحساب يتفرقون إلى الجنة وإلى النار.
من كفر بالله فعليه إثم كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون يعني يقدمون ليجزي يعني لكي يجزي الله عز وجل في القيامة الذين آمنوا بتوحيد الله عز وجل ، وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين بتوحيد الله عز وجل.
ومن آياته يعني ومن علاماته عز وجل ، وإن لم تروه ، أن تعرفوا توحيده بصنعه عز وجل أن يرسل الرياح مبشرات يعني يستبشر بها الناس رجاء المطر وليذيقكم من رحمته يقول : وليعطيكم من نعمته يعني المطر ولتجري الفلك في البحر بأمره ولتبتغوا في البحر من فضله يعني الرزق ، كل هذا بالرياح ولعلكم تشكرون رب هذه النعم فتوحدونه.
ثم خوف كفار مكة لكي لا يكذبوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال سبحانه : [ ص: 15 ] ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فأخبروا قومهم بالعذاب أنه نازل بهم في الدنيا إن لم يؤمنوا ، فكذبوهم بالعذاب أنه غير نازل بهم في الدنيا ، فعذبهم الله عز وجل ، فذلك قوله عز وجل : فانتقمنا بالعذاب من الذين أجرموا يعني الذين أشركوا وكان حقا علينا نصر المؤمنين يعني المصدقين للأنبياء ، عليهم السلام ، بالعذاب ، فكان نصرهم أن الله عز وجل أنجاهم من العذاب مع الرسل.