الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون
ثم أخبرهم عن خلق أنفسهم ليتفكر المكذب بالبعث في خلق نفسه ، فقال عز وجل : الله الذي خلقكم من ضعف يعني من نطفة ثم جعل من بعد ضعف قوة يعني شدة تمام خلقه ثم جعل من بعد قوة ضعفا يقول : فجعل من بعد قوة الشباب الهرم "و" جعل وشيبة يعني الشمط يخلق ما يشاء يعني هكذا يشاء أن يخلق الإنسان كما وصف خلقه ، ثم قال : وهو يعني الرب نفسه جل جلاله العليم يعني العالم بالبعث القدير يعني القادر عليه.
ثم قال عز وجل : ويوم تقوم الساعة يعني يوم القيامة يقسم يعني يحلف المجرمون ما لبثوا في القبور غير ساعة وذلك أنهم استقلوا ذلك ، يقول الله عز وجل : كذلك كانوا يؤفكون يقول : هكذا كانوا يكذبون بالبعث في [ ص: 17 ] الدنيا ، كما كذبوا أنهم لم يلبثوا في قبورهم إلا ساعة ، وقال الذين أوتوا العلم والإيمان للكفار يوم القيامة : لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا قول ملك الموت لهم في الآخرة.
ثم قال : فهذا يوم البعث الذي كنتم به تكذبون أنه غير كائن ولكنكم كنتم لا تعلمون كم لبثتم في القبور ، فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا يعني أشركوا معذرتهم ولا هم يستعتبون في الآخرة فيعتبون.