أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين فسبح باسم ربك العظيم
أأنتم تزرعونه أي تنبتونه يقوله لهم على الاستفهام أم نحن الزارعون أي : لستم الذين تزرعونه ، ولكن نحن الزارعون المنبتون لو نشاء لجعلناه يعني : الزرع حطاما فظلتم تفكهون تفسير بعضهم : تعجبون ، المعنى : يعجبون لهلاكه بعد خضرته إنا لمغرمون أي : مهلكون بل نحن محرومون حرمنا الزرع .
أأنتم أنزلتموه من المزن من السحاب .
قال واحدها مزنة . محمد :
لو نشاء جعلناه أجاجا مرا فلولا تشكرون هلا تؤمنون; يقوله للمشركين أفرأيتم النار التي تورون أي : تستخرجون من الزنود أأنتم أنشأتم شجرتها التي تخرج منها أم نحن المنشئون .
[ ص: 343 ] قال تقول : أوريت النار إيراء ، ولغة أخرى : وريتها وريا إذا قدحتها ، وورت هي إذا ظهرت ، ومن كلامهم : وريت بك زنادي . محمد :
نحن جعلناها تذكرة للنار الكبرى ومتاعا للمقوين للمسافرين ينتفعون بها; في تفسير الحسن .
قال المقوي : الذي ينزل بالقواء ، وهي الأرض القفر . محمد :
فسبح باسم ربك العظيم يقوله لنبيه ، فنزه الله مما يقولون .
قال يحيى : وبلغني أنها لما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في ركوعكم . ولما نزلت : سبح اسم ربك الأعلى قال : اجعلوها في سجودكم " .
[ ص: 344 ]