الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أفرأيتم ما تحرثون  أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون  لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون  إنا لمغرمون  بل نحن محرومون أفرأيتم الماء الذي تشربون  أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون  نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين  فسبح باسم ربك العظيم  

                                                                                                                                                                                                                                      أأنتم تزرعونه أي تنبتونه يقوله لهم على الاستفهام أم نحن الزارعون أي : لستم الذين تزرعونه ، ولكن نحن الزارعون المنبتون لو نشاء لجعلناه يعني : الزرع حطاما فظلتم تفكهون تفسير بعضهم : تعجبون ، المعنى : يعجبون لهلاكه بعد خضرته إنا لمغرمون أي : مهلكون بل نحن محرومون حرمنا الزرع .

                                                                                                                                                                                                                                      أأنتم أنزلتموه من المزن من السحاب .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : واحدها مزنة .

                                                                                                                                                                                                                                      لو نشاء جعلناه أجاجا مرا فلولا تشكرون هلا تؤمنون; يقوله للمشركين أفرأيتم النار التي تورون أي : تستخرجون من الزنود أأنتم أنشأتم شجرتها التي تخرج منها أم نحن المنشئون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 343 ] قال محمد : تقول : أوريت النار إيراء ، ولغة أخرى : وريتها وريا إذا قدحتها ، وورت هي إذا ظهرت ، ومن كلامهم : وريت بك زنادي .

                                                                                                                                                                                                                                      نحن جعلناها تذكرة للنار الكبرى ومتاعا للمقوين للمسافرين ينتفعون بها; في تفسير الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : المقوي : الذي ينزل بالقواء ، وهي الأرض القفر .

                                                                                                                                                                                                                                      فسبح باسم ربك العظيم يقوله لنبيه ، فنزه الله مما يقولون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : وبلغني أنها لما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في ركوعكم . ولما نزلت : سبح اسم ربك الأعلى قال : اجعلوها في سجودكم " .


                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 344 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية