الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تفسير سورة الملك وهي مكية كلها

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير  الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور  الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور  ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : تبارك هو من باب البركة الذي بيده أي : في يده الملك ليبلوكم ليختبركم أيكم أحسن عملا وهو العزيز في نقمته الغفور لمن آمن .

                                                                                                                                                                                                                                      الذي خلق سبع سماوات طباقا بعضها فوق بعض ، غلظ كل سماء منها مسيرة خمسمائة عام ، وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت أي : اختلاف ، يعني : مستوية فارجع البصر أي : فانظر إلى السماء هل ترى من فطور من شقوق أي : أنك لا ترى فيها شقوقا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من كلام العرب : فطر ناب البعير إذا شق اللحم فظهر ثم ارجع البصر كرتين مرة بعد مرة ينقلب إليك البصر يرجع إليك [ ص: 12 ] البصر خاسئا فاترا وهو حسير أي : كليل قد أعيا لا يجد منقذا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : خاسئا أصل الكلمة الإبعاد ، تقول : خسأت الكلب إذا أبعدته . وقوله : حسير حقيقة الكلمة : منقطع عن أن تلحق ما نظر إليه/ وهو معنى قول يحيى . وقالوا : حسر الرجل وحسر ، وهو الإعياء الشديد . ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وهي الكواكب وجعلناها يعني : الكواكب رجوما للشياطين يعني : ما جعل منها رجوما وأعتدنا لهم أعددنا لهم عذاب السعير في الآخرة يعني : للذين يرجمون من الشياطين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية