أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير
أو كالذي مر على قرية قال المعنى : هل رأيت كذلك أو كالذي مر على قرية ؟ على طريق التعجب . محمد : وهي خاوية على عروشها قال يعني : وهي خراب على سقوفها ، والأصل في ذلك أن تسقط السقوف ، ثم تسقط الحيطان عليها . محمد : قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها قال هو قتادة : عزير ، والقرية بيت المقدس بعد ما خربه بختنصر ، فقال : أنى تعمر هذه بعد خرابها ؟ فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم ذكر لنا أنه مات ضحى ، وبعث قبل غروب الشمس ، فقال : لبثت يوما ، ثم التفت ، فرأى بقية من الشمس من ذلك اليوم ، فقال : أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه أي : لم يتغير . قال الكلبي : كان معه سلتان : سلة من تين ، وسلة من عنب ، وزق فيه عصير . وانظر إلى حمارك فنظر إلى حماره فإذا هو عظام بالية ، فرأى العظام قد تحركت ، وسعى بعضها إلى بعض ، وجاء الرأس إلى مكانه ، ثم رأى العصب والعروق ألقيت عليها ، ثم وضع عليها اللحم ، ثم بسط عليها الجلد ، ثم نفخ فيه الروح ؛ فإذا هو قائم ينهق فخر عزير ساجدا قال أعلم أن الله على كل شيء قدير .
[ ص: 255 ] قال يحيى : قرأها قوم [ ننشزها بالزاي ، وقوم آخرون : (كيف ننشرها) وهو أجود الوجهين]! وتصديقه في كتاب الله ثم إذا شاء أنشره . قال من قرأ محمد : ننشزها بالزاي ، فالمعنى : نحرك بعضها إلى بعض ونزعجه ؛ ومنه يقال : نشزت المرأة على زوجها .