تفسير العاديات وهي مكية كلها
وقيل : إنها مدنية
بسم الله الرحمن الرحيم
والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير
قوله : والعاديات ضبحا تفسير : هي الخيل ، وضبحها : أنفاسها إذا جرت ابن عباس فالموريات قدحا تصيب الحجارة بحوافرها فتخرج منها النار .
قال : وقد قيل : إن ضبحها صوت أجوافها إذا عدت . محمد
قوله : فالمغيرات صبحا قال الحسن : هي الخيل تغير على العدو إذا أصبحت .
قال : " إن قوما كان بينهم وبين النبي عليه السلام عهد فنقضوه -وهم أهل أنس بن مالك فدك - فبعث إليهم رسول الله خيله فصبحوهم ، وهم الذين أنزل الله فيهم : والعاديات ضبحا .
[ ص: 155 ] فأثرن به نقعا تثير التراب بحوافرها ، في تفسير الحسن .
قال : النقع حقيقة في اللغة : الغبار . وقال : (به) ولم يتقدم ذكر المكان ؛ إذ في الكلام دليل عليه . محمد
فوسطن به جمعا أي : جمعا من الناس أغارت عليه ، يعني : من العدو .
قال : معنى (وسطن) : توسطن . محمد
قال يحيى : وهذا كله قسم إن الإنسان لربه لكنود وهو الكفور في تفسير العامة وإنه على ذلك لشهيد يعني : على كفره يوم القيامة وإنه لحب الخير المال لشديد لبخيل أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور أخرج ما فيها من الأموات وحصل ما في الصدور أي : ميز كقوله : يوم تبلى السرائر إن ربهم بهم يومئذ لخبير لعالم .
[ ص: 156 ]