الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تفسير العاديات وهي مكية كلها

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : إنها مدنية

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      والعاديات ضبحا  فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا إن الإنسان لربه لكنود  وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد  أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور  وحصل ما في الصدور  إن ربهم بهم يومئذ لخبير  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : والعاديات ضبحا تفسير ابن عباس : هي الخيل ، وضبحها : أنفاسها إذا جرت فالموريات قدحا تصيب الحجارة بحوافرها فتخرج منها النار .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : وقد قيل : إن ضبحها صوت أجوافها إذا عدت .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : فالمغيرات صبحا قال الحسن : هي الخيل تغير على العدو إذا أصبحت .

                                                                                                                                                                                                                                      قال أنس بن مالك : " إن قوما كان بينهم وبين النبي عليه السلام عهد فنقضوه -وهم أهل فدك - فبعث إليهم رسول الله خيله فصبحوهم ، وهم الذين أنزل الله فيهم : والعاديات ضبحا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 155 ] فأثرن به نقعا تثير التراب بحوافرها ، في تفسير الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : النقع حقيقة في اللغة : الغبار . وقال : (به) ولم يتقدم ذكر المكان ؛ إذ في الكلام دليل عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      فوسطن به جمعا أي : جمعا من الناس أغارت عليه ، يعني : من العدو .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : معنى (وسطن) : توسطن .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : وهذا كله قسم إن الإنسان لربه لكنود وهو الكفور في تفسير العامة وإنه على ذلك لشهيد يعني : على كفره يوم القيامة وإنه لحب الخير المال لشديد لبخيل أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور أخرج ما فيها من الأموات وحصل ما في الصدور أي : ميز كقوله : يوم تبلى السرائر إن ربهم بهم يومئذ لخبير لعالم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 156 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية