فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم
فلما أحس عيسى منهم الكفر أي : رأى . قال من أنصاري إلى الله أي : مع الله قال الحواريون نحن أنصار الله والحواريون : هم أصفياء الأنبياء .
فاكتبنا مع الشاهدين أي : فاجعلنا ومكروا ومكر الله مكروا بقتل عيسى ، ومكر الله بهم فأهلكهم ، ورفع عيسى إليه .
[ ص: 291 ] قال المكر من الناس الخديعة ، وهو من الله الجزاء ، يجازي من مكر بمكره . محمد :
إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي قال السدي : معنى متوفيك : قابضك من بين بني إسرائيل ورافعك إلي في السماء .
قال تقول : توفيت [العدد] واستوفيته ؛ بمعنى : قبضته . محمد : ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا في النصر ، وفي الحجة إلى يوم القيامة ، والذين اتبعوه محمد وأهل دينه ؛ اتبعوا دين عيسى وصدقوا به .
فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة أما في الدنيا : فهو ما عذب به الكفار من الوقائع والسيف حين كذبوا رسلهم ، وأما في الآخرة : [فيعذبهم] بالنار والله لا يحب الظالمين يعني : المشركين .