الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين  إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم  فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين  قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون  

                                                                                                                                                                                                                                      فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الكلبي : ثم عادوا إلى النبي ، فقالوا : هل سمعت بمثل صاحبنا ؟ ! قال : نعم . قالوا : ومن هو ؟ قال : آدم ، خلقه الله من تراب . فقالوا له : إنه ليس كما تقول ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل أي : نتلاعن فنجعل لعنت الله على الكاذبين منا ومنكم . قالوا : نعم نلاعنك ؛ فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين فهموا أن يلاعنوه ، ثم نكصوا ، وعلموا أنهم لو فعلوا - لوقعت اللعنة عليهم ، فصالحوه على الجزية .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : قوله : ثم نبتهل المعنى : نتداعى باللعن ؛ (يقال : أبهله الله ؛ أي : لعنه الله) وفيه لغة أخرى : بهله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 293 ] فإن تولوا يعني : عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله عليم بالمفسدين يعني : المشركين قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء أي : عدل بيننا وبينكم يعني : لا إله إلا الله . ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن المعلى بن هلال ، عن أبي بكر بن عبد الله ، عن مصعب بن سعد ، عن عدي بن حاتم قال : (جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب . فقال : يا عدي ألق هذا الوثن من عنقك . فألقيته فانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة ، فلما انتهى إلى قوله : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله قال : قلت : يا رسول الله ، والله ما نتخذهم أربابا من دون الله . قال : بلى ؛ أليسوا يحلون لكم ما حرم الله عليكم ؛ فتستحلونه ، ويحرمون عليكم ما أحل الله لكم ؛ فتحرمونه ؟ قلت : بلى . قال : فتلك عبادتهم) . فإن تولوا فقولوا يعني : النبي والمؤمنين اشهدوا بأنا مسلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 294 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية