وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين
وآمنوا بما أنزلت يعني : القرآن مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به يعني : [بهذا قريظة] والنضير ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليهم (المدينة) فعصوا الله ، وكانوا أول من كفر به من اليهود ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا يعني : الآيات التي وصف الله بها محمدا صلى الله عليه وسلم في كتابهم ، فأخفوها من الأميين ، وجهال من اليهود ، وكان الذين يفعلون ذلك علماؤهم ؛ كعب بن الأشرف وأصحابه ، وكانت لهم مأكلة من اليهود كل عام ؛ فذلك الثمن القليل ؛ خافوا إن تابعوا النبي عليه السلام أن تذهب مأكلتهم ولا تلبسوا الحق بالباطل قال يعني : لا تخلطوا الإسلام باليهودية والنصرانية . قتادة :
قال يقال : لبست عليهم الأمر [إذا غميته] ؛ فكأن معنى الآية : لا تلبسوا أمر النبي عليه السلام بما تحرفون وتكتمون . محمد :
[ ص: 137 ] الحق يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم وأنتم تعلمون أي : تجدونه مكتوبا عندكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين أمرهم أن يدخلوا في دين محمد عليه السلام أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم أي : تتركون العمل به وأنتم تتلون الكتاب بخلاف ما تفعلون أفلا تعقلون ما تأمرون به ؛ يعني بذلك أحبارهم .
قال جاء عن محمد : - في تفسير ابن عباس أتأمرون الناس بالبر قال : نزلت في قوم من أحبار يهود ؛ كان الرجل منهم يقول لمن أسلم من ذوي قرابته - إذا وثق به في السر - : اثبت على الذي أنت عليه ؛ مما يأمرك به هذا الرجل ؛ يعنون : محمدا عليه السلام فإنه حق ، ولا يفعلونه هم ؛ للرياسة التي كانوا حازوها ، والمآكل التي كانوا يأكلونها ؛ فكشف الله سرهم ، وأخبر بذلك عنهم .
واستعينوا بالصبر والصلاة أي : على الصلاة ، فخص الصلاة لمكانها من الدين . تفسير الحسن : وقال استعينوا بالصبر على الدين كله . الصبر - ها هنا الصوم ؛ وليعلم أنهما عون على طاعة الله . مجاهد :
قال محمد : الحبس ، وإنما سمي الصائم صابرا ؛ لحبسه نفسه عن الأكل والشرب . وأصل الصبر : وإنها لكبيرة يعني : الصلاة . إلا على الخاشعين الخشوع هو : الخوف الثابت في القلب .
[ ص: 138 ]