الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا  وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا  ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما  فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما  

                                                                                                                                                                                                                                      فانفروا ثبات أو انفروا جميعا الثبات : السرايا ، والجميع : الزحف .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 386 ] قال محمد : الثبات : الجماعات المفترقة ، واحدها : ثبة .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن منكم لمن ليبطئن عن الغزو والجهاد ، في تفسير الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : ليبطئن معناه : يتأخر ؛ يقال : أبطأ الرجل ؛ إذا تأخر ، وبطؤ إذا ثقل . فإن أصابتكم مصيبة أي : نكبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا حاضرا ولئن أصابكم فضل من الله يعني : الغنيمة (ليقولن كأن لم يكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما)أي : أصبت من الغنيمة ؛ وهؤلاء المنافقون .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : (كأن لم يكن بينكم وبينه مودة) فيما يظهر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : فأفوز منصوب ؛ على جواب التمني بالفاء .

                                                                                                                                                                                                                                      فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة أي : يبيعون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية